free counters

السبت، 1 أغسطس 2009

النحل عالم مدهش ومثير



عالم النحل مليء بالأسرار، والمعجزات الباهرة التي تدل على قدرة الخالق العظيم الذي أبدع هذا الكائن العجيب، وجعل من أمته مثالاً يحتذي في التعاون والنظام، والبراعة والإتقان، ولقد استطاع العلماء اكتشاف بعض أسرار هذا العالم الغريب، لكن ما زال يخفى عليهم الكثير .. والكثير !! 


· نظرة فاحصة إلى جسم النحلة : 
يتكون جسم النحلة كسائر أجسام الحشرات الأخرى من ثلاثة أجزاء، هي : 
الرأس، والصدر، والبطن 


الرأس :
ويقع في مقدمة جسم النحلة، وللنحلة- في رأسها- نوعان من العيون، النوع الأول يسمى بالعيون المركبة، وهما اثنتان، وتقعان على جانبي الرأس، ويتكونان من آلاف من العدسات المتصلة ببعضها، وتستخدمها النحلة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون خارج الخلية، وفى رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عين الإنسان، وهذه ميزة كبيرة تمكن النحلة من رؤية ألوان بعض الزهور، التي لا ترى إلا تحت الضوء فوق البنفسجي . 



أما النوع الثاني من العيون فيسمى العيون البسيطة، وعددها ثلاثة، وتحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في رؤية الأشياء القريبة، وحاسة الإبصار عند النحلة قوية جدًّا، كما يمكنها تمييز جميع الألوان عدا اللون الأحمر، وفى مقدمة رأس النحلة يوجد قرنان للاستشعار، تستخدمهما النحلة في تحسس الأشياء وتذوقها، كما أن لها فمًا ذا فك قوى للمضغ، ولسانًا يسمى "خرطومًا" له طرف يشبه الملعقة، تستخدمه في امتصاص رحيق الأزهار . 


- الصدر : 
ويوجد فيه أربعة أجنحة رقيقة وشفافة، جناحان على كل جانب من جانبي الصدر، وعندما تطير النحلة فإنها تصدر صوتًا مميزًا يسمى "الأزيز"، وتستطيع النحلة أن تحرك أجنحتها بسرعة كبيرة جدًّا، تبلغ نحو أربعمائة مرة في الثانية، ويوجد أسفل الأجنحة ست أرجل، ثلاث منها على كل جانب من جانبي الصدر .

- البطن : 
وفيه عدد من الأجزاء المهمة جدًّا للنحلة، مثل كيس العسل أو حوصلة العسل، وهى عبارة عن معدة إضافية تخزن فيها النحلة الرحيق الذي تمتصه من الأزهار بلسانها، كما يوجد في هذا الجزء الخلفي بعض الغدد التي تصنع الشمع المهم لبناء الخلية، وفى نهاية البطن يوجد طرف مدبب تستخدمه النحلة في حماية نفسها وخليتها من الأعداء . 


فسبحان الخالق مبدع كل شيء


· مجتمع النحل عائلة واحدة : 


يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان، قال تعالى : 

(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ 68)"(النحل:68)

ويتكون مجتمع النحل من ثلاثة أنواع : 


ملكة واحدة، وبضع مئات من الذكور، وآلاف من الإناث وتسمى الشغالات أو العاملات، ويعيش جميع أفراد الخلية في نظام دقيق محكم يسوده الحب والتعاون، ويؤدى كل فرد فيه وظيفته الموكلة إليه على خير وجه، دون كسل أو ملل . 





· الملكة : 


الملكة هي أهم نحلة في الخلية، ووظيفة الملكة الأولى هي وضع البيض، الذي يخرج منه نحل الخلية كلها؛ ولذلك فهي أم جميع النحل إناثه وذكوره، وتضع ملكة النحل نحو (1500) بيضة في اليوم الواحد، وقد يصل عدد البيض إلى نحو (2500) بيضة، وتضعه في عيون خاصة من الشمع صنعتها الشغالات، لكن عندما ينتهي موسم العسل ينخفض عدد البيض الذي تبيضه الملكة شيئًا فشيئًا، ويقدر العلماء عدد البيض الذي تضعه الملكة طوال عمرها بنحو (مليون) بيضة تقريبًا، وتعيش ملكة النحل عمرًا مديدًا قد يصل إلى نحو (5) إلى (6) سنوات تقريبًا .


· ذكور النحل : 


ليس لذكور النحل أي وظيفة تذكر داخل الخلية سوى تلقيح الملكة في موسم التزاوج، وذكور النحل ليس لديها القدرة على القيام بما تقوم به الإناث، وهى الشغالات من مهام، فألسنتها قصيرة لا تقدر على امتصاص رحيق الأزهار، وليس في أرجلها سلال تجمع فيها حبوب اللقاح من النبات، وتخلو أجسامها من الغدد التي تصنع الشمع اللازم لبناء الخلية، وليس لها زبان مدبب تدافع به عن نفسها ولا عن خليتها، لذلك فهي لا تصلح في بناء الخلية ولا في القيام بمهام حراستها، بل إنها حتى في طعامها تعتمد على ما تجلبه الشغالات من رحيق، لكن على الرغم من ذلك فإن ما تقوم به الذكور من دور- وهو تلقيح الملكة- ضروري لاستمرار الحياة في الخلية كلها، وإذا لم يحدث هذا الأمر فلن يكون هناك ملكات ولا ذكور ولا شغالات .

· الشغالات : 


تعيش النحلة الشغالة نحو (6) أسابيع فقط تقضيها النحلة في عمل وحركة لا تنقطع، فهي تقضى الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها في العمل داخل الخلية، فمنها من تقوم بحراسة مدخل الخلية من الأعداء، ومنها من تقوم بتهوية الخلية، وذلك بتحريك أجنحتها بسرعة طوال الوقت؛ مما يساعد على تبريد الخلية في الجو الحار، ومنها من تقوم بتنظيف الخلية فتجمع الفضلات وغيرها وتلقيه خارج الخلية، ومنها من تقوم بعمليات الإصلاح خارج الخلية، وذلك بسد الشقوق التي قد توجد في الجدران والتي يمكن أن يدخل منها الأعداء أو يتسرب منها ماء المطر، ومنها من تقوم ببناء العيون السداسية من الشمع؛ لاستخدامها كمخازن للعسل أو كحجرات لتربية صغار النحل، كما تقوم الشغالة بالعناية بالبيض، ورعاية صغار النحل حتى تكبر، وعندما تتم النحلة الشغالة (21)يومًا من عمرها تكون قد أنجزت جميع المهام التي أوكلت إليها داخل الخلية، فتستعد بعد ذلك لإنجاز مهام أخرى عظيمة لكن خارج الخلية !! 

· كيف تصنع الشغالات العسل ؟

تقضى الشغالات ما بقى من عمرها، ويبلغ نحو (3) أسابيع أخرى في جمع رحيق الأزهار، وحبوب اللقاح، فتظل طوال اليوم تبحث عن الأزهار المناسبة، وعندما تجدها تهبط عليها، وتغرس خرطومها (لسانها) في وسطها لتصل إلى مكان وجود الرحيق، وهو سائل حلو المذاق جدًّا، فتمتصه في الحال، فيمر ذلك الرحيق في أنبوب إلى معدة النحلة أو ما يسمى حوصلة العسل، وفى حوصلة العسل يتحول الرحيق إلى عسل أبيض جميل الطعم، وعندما تعود الشغالات إلى خليتها تخرج هذا العسل من فمها لتحفظه في عيون خاصة من الشمع، ثم تعود الشغالات بعد ذلك لتجمع الرحيق من جديد، وتستطيع النحلة أن تزور نحو (10000) زهرة في اليوم الواحد، وبالرغم من ذلك فإن الرحيق الذي تجمعه طوال حياتها كلها لا يكفى إلا لصنع نحو (45) جرامًا فقط من العسل . 

· حبوب اللقاح : 


وإلى جانب ما تجمعه الشغالات من رحيق الأزهار، فإنها تجمع حبوب اللقاح أيضًا، فعندما تلتصق بعض هذه الحبوب بأرجل النحلة وجسمها، وهى تجمع الرحيق تقوم النحلة بجمع هذه الحبوب من على جسمها بواسطة أمشاط خاصة من الشعر موجودة على أرجلها، ثم تفرغها داخل سلات حبوب اللقاح الموجودة على رجليها الخلفيتين، وعندما تصل النحلة إلى الخلية تفرغ هذه الحبوب في عيون الشمع بعد عجنها في فمها بإضافة بعض العسل والعصارات إليها؛ لتصنع ما يسمى بخبز النحل، وهو طعام شهى تستخدمه الشغالات في إطعام صغار النحل .


· بيت النحل :


يعد النحل من أجدر المخلوقات التي حباها الله – عز وجل- بمهارات وقدرات خاصة تمكنها من بناء بيت رائع لنفسها؛ ففي داخل جسم النحلة الشغالة غدد خاصة تحولبعض العسل الذي تأكله إلى شمع، ثم تخرجه من ثماني فتحات تقع على الجانب الأسفل من جسمها، وتضعه في فمها لكي تجعله لينًا طريًّا يسهل استخدامه في بناء العيون.وتصنع الشغالات عيون خليتها على هيئة شكل سداسي الأضلاع، وتتلاصق هذه الأضلاع معًا بطريقة هندسية رائعة بحيث لا يكون بينها أي فراغ يذكر، وقد اكتشف العلماء أن تلك العيون السداسية أقوى وأمتن من العيون المربعة، كما إنها تسمح باحتواء أكبر عدد ممكن من أعضاء الخلية، وبأقل قدر من الشمع .


· العناية بالصغار : 


تمر كل نحلة سواء كانت ملكة أم ذكرًا أم شغالة بأربع مراحل حتى تصبح نحلة كاملة؛ فبعد أن تضع الملكة البيض في العيون المخصصة له من الشمع تأخذ الشغالات (الحاضنات) المسئولة عن العناية به، في مراقبته عن قرب، وبعد ثلاثة أيام يفقس البيض دودًا صغيرًا يسمى اليرقات، فتقوم الحاضنات بإطعام هذه اليرقات غذاءً خاصًّا تفرزه من غدد في رأسها، يسمى بالفلوذج الملكي، وذلك لمدة ثلاثة أيام، ثم تبدأ الحاضنات في إطعام اليرقات الرحيق وحبوب اللقاح، ثم تتحول اليرقة إلى شرنقة، وأخيرًا تتحول الشرنقة إلى نحلة كاملة، ويستغرق نمو الملكة منذ أن كانت بيضة إلى أن تصبح ملكة نحو (16) يومًا، ويستغرق نمو الشغالة نحو (21) يومًا، أما الذكور فيستغرق نموها نحو (24) يومًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق