free counters

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

3 أسباب جعلت من «عروس الدلتا» قلعة للعلاج


منقول من اليوم السابع
معادلة شديدة البساطة والتعقيد فى نفس الوقت تلك التى حققتها كلية طب المنصورة، لتتحول إلى صرح طبى عملاق يناطح أكبر المراكز الطبية العالمية من حيث الكفاءة وجودة الخدمة الطبية المقدمة، التى تكشفها ندرة المستشفيات الخاصة الملحوظة بالمدينة، بعد أن اكتفى أهلها بخدمات مستشفيات الجامعة والمراكز الطبية التابعة لها، والتى يؤكدون أنها «أحسن كتير من الخصوصى»، فى مفارقة لا يمكن أن تراها إلا فى المنصورة التى استحقت عن جدارة لقب «العاصمة الطبية لمصر» دون مبالغة أو مغالاة.. وأول مايفكر فيه المريض فى مصر هو الاتجاه إلى أحد مراكز المنصورة ليس لأنها تضم إمكانات وكوادر كبيرة فى الطب، لكن أيضا لأنها تقدم الخدمة بأسعار اقتصادية وليست مثل التجارة التى تنتشر فى المراكز الطبية بأنحاء مصر.

تعرجات الطريق المؤدى إلى مدينة المنصورة ونتوءاته التى تكشفها هزات السيارة العنيفة مع كل «مطب» تؤكد أن نموذج المراكز الطبية التابعة لكلية طب المنصورة تجربة شديدة الخصوصية والتميز، وخارج سياق التخطيط الحكومى الذى يعانى الجميع كما يعانى الطريق - من حصاده، ولا عجب أن تجد فى المنصورة مراكز طبية تفوق فى فخامتها وتجهيزاتها أكبر المراكز الطبية الخاصة، والمستشفيات الفندقية من فئة النجوم السبعة التى تحتكر «الصحة» فى مصر، بعد أن خرجت مستشفيات وزارة الصحة ووحداتها الصحية من الخدمة.

معادلة نجاح المنظومة الطبية فى المنصورة متعددة الأطراف، لكنها تقودك فى كل الأحوال إلى الدكتور محمد غنيم، أستاذ جراحة الكلى والمسالك البولية بكلية طب المنصورة، وواضع اللبنة الأولى للمراكز الطبية المتخصصة التابعة للجامعة، بمركز الكلى والمسالك البولية الذى بدأ فى إنشائه بعد أن نجح فى إجراء أول جراحة نقل كلية فى مصر فى عام 1976، بمشاركة مجموعة من أطباء قسم المسالك البولية بمستشفى المنصورة الجامعى، الذى أنشأه غنيم قبلها، والذى اشتهر باسم «قسم 4». نجاح عملية نقل الكلى الأولى بأقل الإمكانات، وبمستشفى جامعى إقليمى، بعيدا عن مستشفيات العاصمة التى تحظى جامعاتها ومستشفياتها بكل الدعم، دفع غنيم إلى التصميم على إنشاء مركز متخصص فى علاج الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، ليصبح المركز الأول من نوعه فى مصر.

حكايات الدكتور غنيم عديدة ومتنوعة، وستسمعها بالتأكيد من كل أساتذة الطب بجامعة المنصورة، الذين يبادرون بالتأكيد على أنهم تلاميذ الدكتور غنيم بفخر واضح، لكن نجاح تجربة غنيم التى بدأت فردية، قبل أن تتوسع لتتحول إلى «ظاهرة» تتخطى شهرتها حدود مصر إلى دول العالم، ليس نتاج مجهود فردى بالتأكيد، بل هو جهد جماعى، وعمل دءوب من الجميع، وهو ثانى عوامل نجاح تجربة الطب فى المنصورة، فلا تضبط أحد أساتذة الطب الكبار متلبسا بمحاولة نسب الفضل إلى نفسه فى أى نجاح لمراكزها الطبية، على العكس، تجد أكبر الأساتذة وأبرزهم يقدم غيره من زملائه، ويشير إلى دورهم الكبير فى النجاح، وهو ما يدعمه شهرة الطب فى المنصورة المتعلقة بالمنظومات وليس الأفراد، فلا تسمع عن أطباء مشهورين بالاسم فى المنصورة كما فى باقى المحافظات - بخلاف الدكتور محمد غنيم الذى ترجع شهرته لظروف خاصة على العكس تجد شهرة المنصورة الطبية مرتبطة بمراكز ومستشفيات الجامعة، دون أن يقلل ذلك من كفاءة أطبائها، المشهود لهم عالميا فى الأوساط الطبية والبحثية.

ثالث عناصر نجاح تجربة الطب فى المنصورة يتعلق بدعم المجتمع، ومشاركة الأهالى بالتبرعات جنبا إلى جنب مع الدولة، لتخرج مراكز المدينة الطبية بهذه الصورة المشرفة، دون أن تتوقف تبرعات الأهالى، ومشاركتهم فى استمرار مراكز ومستشفيات جامعة المنصورة على نفس مستواها حتى الآن، رغم المخصصات المالية المحدودة التى ترصدها الدولة للمستشفيات الجامعية، لتصبح هذه التبرعات هى محرك الدفع الذى حافظ على استمرار خدمات المراكز الطبية بنفس المستوى، دون أن تعانى كغيرها من مشكلات التمويل والميزانية، التى تعد المعوق الأول للطب فى مصر، وهى تبرعات من الضخامة بحيث تغطى فارق 25 إلى 30 مليون جنيه إضافية للتمويل الحكومة لمركز الكلى والمسالك البولية وحده.

الرقم السابق يقترب كثيرا من قيمة التمويل الحكومى الرسمى للمركز، والذى يبلغ 40 مليون جنيه سنويا، يعالج المركز بها أكثر من 130 ألف مريض سنويا، بين مرضى المسالك والكلى، وبواقع 100 ألف جراحة مسالك بولية، و30 ألف جراحة كلى، وهو الأمر الذى يتكرر فى المراكز الطبية التى أُنشئت بعد ذلك تباعا، لتصل إلى 7 مراكز، أبرزها مركز الأورام، ومركز جراحة العيون، ومستشفى الطوارئ، ومستشفى الباطنة التخصصى، ومستشفى الأطفال الجامعى، بالإضافة إلى 3 مراكز جديدة تحت الإنشاء مختصة بجراحات العظام، والنساء والتوليد، والرمد والعيون، فضلا عن النموذج الأول والأهم المتمثل فى مركز جراحات الكلى والمسالك البولية الذى بدأ به الدكتور غنيم صرح جامعة المنصورة الطبى، والذى أهلها وبجدارة لتصبح عاصمة الطب فى مصر.

لمعلوماتك...
أشهر الجراحات التى أجراها أطباء المنصورة 
◄ عملية زرع الكلية التى تعد أول عملية زرع كلية فى مصر، والتى قام بها الدكتور محمد غنيم فى 1976، بمساعدة فريق أطباء قسم الكلى والمسالك البولية الذى اشتهر وقتها بـ«قسم 4»، والذى أصبح فيما بعد النواة الأولى لمركز الكلى والمسالك البولية الذى أنشأه غنيم وأداره لفترة طويلة.
◄ ابتكر الدكتور حسن أبو العينين، أستاذ جراحة المسالك البولية، ومدير مركز الكلى والمسالك البولية، أسلوبا جراحيا جديدا لعلاج سرطان المثانة، باستبداله المثانة بصمام جديد يصنع من الأمعاء، ولا يكلف أكثر من خمسة دولارات، بدلا من الصمام المعدنى الذى كان يوضع لكل مثانة مصنعة من الأمعاء، فى عمليات استئصال المثانة المصابة بالسرطان، وسجل هذا الابتكار عالميا باسم الدكتور حسن أبوالعينين، الأستاذ المساعد وقتها، بعد أن أعلن عنه أستاذه الدكتور محمد غنيم فى المؤتمر العالمى للكلى بالسويد.
◄أجرى الدكتور عادل الجمل، أستاذ جراحة القلب والصدر، ورئيس وحدة جراحة القلب بمستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة جراحة نادرة فى قلب طفلها عمرها 5 سنوات، لاستئصال حجرة زائدة من قلبها، بعد أن ولدت بـ5 حجرات، بدلا من 4 حجرات.
◄أجرى الدكتور كمال عبدالإله، أستاذ مساعد جراحة الأطفال بكلية الطب ومستشفى الأطفال التخصصى بجامعة المنصورة، عملية فصل توأم ملتصق من البطن، ومشتبك فى الأمعاء، وهى الحالة الثالثة عالميا التى تسجل بهذا الشكل فى المراجع الطبية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق